” التعاطف مع الذات يمكنه أن يساعدك على مواجهة مخاوفك و تحسين أدائك ”
عدم الأرتقاء بقدراتك , أو الفشل للوصول الى مستوى من الأرتقاء بعض الأحيان يكون من الصعب فهمه و تصحيحه .
ومن أهم الاسباب التي تؤدي الى أستمرار هذا الفشل : التأخر المستمر عن
الاجتماعات أو تأجيلها الى وقت لاحق والذي ربما يؤدي الى تدني مستوى عملك
دون المستوى الأمثل . أو ربما السبب هوَ سهولة تَشَتُت أنتباهك وعدم القدرة
على التركيز .
أن هذهِ الصعوبات التي تواجهك مهما كانت بسيطة فأنها قد تكشف عن نتائج
خطيرة أهمها هوَ أن السبب الكامن وراء هذا الهبوط في المعنويات , وأن تدني
مستوى طموحاتك ناتج عن صراع نفسي داخلي .
الصراع الداخلي قد يُفَسّر ببساطة بأنك تفضل النوم بوقت متأخر أو
الثرثرة مع الأصدقاء, وهذهِ تُعتبر نوع من الصراعات التي تسببها الضغوط
اليومية . وقد تُعتبر هذهِ الضغوطات أولوية عِند البعض . الحل لهذا الأمر
هو بالطبع هو أعادة تقييم أولوياتك و أن تختار العيش حسب التغيرات التي
تطرأ .
لكن صعوباتك يمكن أن تكون أعمق من ذلك . ربما لا تريد أن تضع نفسك في
مواجهة مباشرة مع مديرك أو أي مدير آخر بسبب أعتقادك أنهم سوف ينتقدوك لذلك
قد تخشى تزايد الانتباه الموجه اليك في حال نجاحك وأيضا ألرفض الذي
سيٌحبطك في حال فشلك .
أو لمجرد التشكيك بقدراتك الخاصة . الصراعات هذهِ غالبا ما تكون ضمن
مستوى الوعي . حتى عندما يعلم الناس بوجودها ,فأنهم لا يستطيعون النظر
أليها بوضوح اثناء حدوثها .بدلا من ذلك,عندما تبدأ الصراعات بالصعود الى
مستوى الوعي فانها تكون مؤلمة جدا لدرجة تجعلك تقوم بالأبتعاد عن الناس
تلقائيا ..
لذلك, أيا كان السبب خلف صراعاتك الداخلية , للتغلب على ذلك , عليك أولا
أن تحدد نوع الصراع و ذلك سيكون أمر مفيد جدا . فعلى سبيل المثال ,أنظر
الى الشخص الذي يتملكهُ الخوف من التقدم في العمل بسبب خوفه من كلام المدير
او باقي العمال في حال الفشل , ولعلاج ذلك يتم تطوير مهارات هذا الشخص
بالمساعدة مع المشروف المسؤل.
أن فهم العقوبات التي تحول دون حدوث تغير أيجابي هو أمر صعب , خصوصا
عندما يكون الصراع الداخلي للشخص قويا . في هذه الحالات , تقديم النصيحة
لأيجاد حلول للمشكلة والتي غالبا ما تفشل لأنها لا تساعد على حل الصراع
الداخلي عند الأشخاص . مثلا , ارشاد شخص ما لعمل مشروع كبير من من أوليات
بسيطة يمكن التحكم بها قد تساعده على أتمام ذلك العمل بصورة أسهل . و مع
ذلك , اذا كان لديه خوف شديد من الفشل . فأنهُ لا يزال يملك طرق أخرى
للحيلولة دون النجاح وأحباط نفسُ ذاتياً .
عندما تكون الصراعات الداخلية بتلك الشدة , يجب أن تجد وسيلة لمعالجته
وليس مجرد تقديم نصائح للحصول على أداء أفضل . أبدأ بالأعتراف بالصراع
بطريقة حنونة . أصبح الصديق الذي يخاف أو أجعل الحُب هوَ الجزء الذي يطغى
على تصرفاتك .
و من الضروري أن تتحدث الى ذلك الجزء من نفسك كما تريد من الشخص آلاخر ان يهتم بك.
أستمع الى تجارب ذلك الجزء منك من دون أن تحكم , بعدها تحقق من صحة التجربة و أبدأ بتحفيزها وانجاحها .
على سبيل المثال , اذا كان خوفك من الفشل يمنعك من أن تضع جهدك كاملا خذ
وقتك لفهم سبب هذا الخوف . قد تتذكر الصراعات في المدرسة في مرحلة الطفولة
التي تركتك تواجه أعتراضات الآباء و المعلمين بصورة مستمرة .والتي تجعلك
تمتنع فكرة تكرار التجربة . بمجرد أن تفهم و تستطيع التعاطف مع تلك الخبرة
أو التجربة الذاتيه , يمكنك أن تطمئن نفسك أن خوفك هذا هو أمر منطقي . قد
يمكنك ملاحظة أنك ماهر في عملك بغض النظر عن ردود الفعل التي توجّه أليك .و
قد يساعدك أيضا على أدراك أن رئيسك الحالي و زملائك في العمل كانوا دوما
داعمين و مشجعين لك .
و أخيرا , مع هذا التشجيع سوف تكون أكثر ارادة للمخاطرة بوضع نفسك في مواقف عمل صعبة تمكنك من النجاح .
معاملة الذات برأفة غالبا ما يكون أكثر فاعلية من المطالبة , وان مجرد
تحسين الأداء هوَ حافز للمشاعر القوية والسعاده الذاتيه .في حين يميل الناس
للأعتقاد بأن الأرادة هي الجواب لتحسين الأداء , الدماغ لا يعمل بهذه
الطريقة . المشاعر القوية تضعف و غالبا ما تطفئ مركز التفكير في الدماغ .
لذلك اذا كنت ذو مشاعر طاغية أو شديد الخوف . فَأنت لا تستطيع أن تفكر
بوضوح ولا تستطيع ان تفكر بموضوعية أو لا تستطيع أن تدفع نفسك للتفكير بشكل
مختلف .
بدلا من ذلك , عندما تكون عالقا في سلوكيات نتائجك العكسية في العمل
,أقترب من نفسك , تعاطف معها , و شجعها . مع هذا الأسلوب , بأمكانك أن
تُحرر نفسك لمواجهة التحديات وتحسين الذات , مما يعبّد لك الطريق الى
النجاح مستقبلا .
المصدر:
http://www.psychologytoday.com/blog/making-change/201306/succeed-work-how-get-out-your-own-way