نظرية الفوضى أو علم اللامتوقع (نموذج النحل)

نظرية الفوضى أو علم اللامتوقّع كما يحب أن يسميها بعض العلماء، هي من النظريات التي انتشرت حديثا، ولاقت اهتماما كبيراً داخل الوسط العلمي؛ لتفسيرها الكثير من الأمور التي توقّفت النظريات العلمية السابقة عند تبريرها، ولم تَجد تفسيرا يبرر حدوثها، وأصبح من الممكن إيجاد الصلة بين الأمور المتباينة، أو توقع الرابط بينها. تقرر هذه النظرية أن بعض الأمور التي نراها مختلطة وغير مترابطة قد تكون منظمة، وتسير حسب نَسق محدد بعكس ما تبدو عليه.
فالمتتبع لحركات النحل أو سلوكه يلْحظ الترددات العشوائيةَ التي يمارسها دون نظام ظاهر، حركات مستقيمة وأخرى ملتوية دائرية أو اهتزازية، سريعة أو بطيئة، لا يبدو بينها أي ترابط، ولكن ما كشفه العلم من أن هذه الرقصاتِ والحركات العشوائية ما هي إلاَّ لغة منظمة تستخدم في ظروف معينة لتبليغ معلومات معينة. أهم هذه الرقصات وأكثرها وضوحا هي التي توضح المسافة والاتجاه للغذاء وذلك لإرشاد النحل لمنطقة معينة بها نباتات رحيق أو حبوب لقاح ، وتوضِّح المكان الذي يمكن أن يبنى فيه عش جديد ، تتغير هذه الرقصة بزيادة المسافة إلى مصدر الغذاء ، وتم التعرف على ثلاثة أنواع مختلفة من السلوك وتسمى؛ الدائرية(Round dance)، الاهتزازية(Wagtail) أو المنجلية(Siickle). فهذه الفوضى الظاهرية في حركات النحل هي في الأَصل تنظيم بديع في الحركة، فلكل منها هدف محدد واضح لكل فرد منها. فالحركات التي تبدو عشوائية هي في الواقع تَتْبَع مسارات غير خطية تتكرر وتتداخل بنسق معين غير متماثل تماما، ولكنه منظم جدا وكأنها تعود إلى نقطة جذب محددة بعد أن تنطلق عنها. وتحاول نظرية الفوضى هذه أو علم اللامتوقّع الوصولَ إلى النظام الخفي غير الظاهر فيما يبدو عشوائيا من الظواهر، أو الأحداث، أو السلوكيات، أو الحركات، ووضع قواعد لدراسته والاستفادة من تطبيقاته.
المصدر:

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق


Svoir+ ©2012-2013 | جميع المواد الواردة في هذا الموقع حقوقها غير محفوظة لدى ناشريها ، نقل بدون تصريح مسموح . Privacy-Policy| |تصميم : ألوان بلوجر